منتديات واحة الأمل للتنمية والإبداع
مرحبا بزوارنا الكرام في منتديات واحة الأمل للتنمية والإبداع ، فهي منكم وإليكم.
لاتبقوا مجرد زائرين ،شاركوا معنا في تفعيلها وتنشيطها ولكم جزيل الشكر.
منتديات واحة الأمل للتنمية والإبداع
مرحبا بزوارنا الكرام في منتديات واحة الأمل للتنمية والإبداع ، فهي منكم وإليكم.
لاتبقوا مجرد زائرين ،شاركوا معنا في تفعيلها وتنشيطها ولكم جزيل الشكر.
منتديات واحة الأمل للتنمية والإبداع
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات واحة الأمل للتنمية والإبداع

واحة للإبداع وتنمية المهارات ،وتفعيلها وفق رؤية عميقة ومتوازنة،واحة لتطوير الذات نحو التألق والنجاح.
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 البعد الحجاجي للحوار:بقلم محمد ديناري

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نورالدين متوكل
Admin
Admin



عدد المساهمات : 291
نقاط : 526
تاريخ التسجيل : 26/10/2012
الموقع : www.none.ibda3.org

البعد الحجاجي للحوار:بقلم محمد ديناري Empty
مُساهمةموضوع: البعد الحجاجي للحوار:بقلم محمد ديناري   البعد الحجاجي للحوار:بقلم محمد ديناري Icon_minitimeالأحد مارس 09, 2014 8:13 am

الفهرس
أهمية الحوار
علاقة الحوار بالحجاج

إن للحوار في تراثنا مكانة رفيعة تضم مجموعة من القيم والمبادئ التي تشكل أساس ثقافتنا وحضارتنا المتسمة بالرقي[1]، والاعتراف بالآخر، والاستماع له، وإدارة الحديث معه دون أن يكون بينهما نزاع أو تخاصم. ومراجعة الكلام والأخذ والرد بين متحاورين متجاوبين يدل على سماحة القول ورحابة الصدر، وحسن الظن، وتحكيم العقل بما يحقق التجاوب الفكري، والتفاعل العقلي والتعامل الحضاري بين أفراد الأمة.

أهمية الحوار

يتقوى المجتمع وتعلو مناراته، بقدر ما تتفتح الثقافة وتزدهر، ويبدع الفكر ويثمر، وينتج العلم ويبتكر. وكلما تجانست الثقافة مع محيطها، وتفاعل الفكر مع عصره، عظمت حظوظ تقدم المجتمع وكثرت فرص ارتقائه في مختلف المجالات والميادين. لا يتحقق هذا الارتقاء وهذا التوازن إلا بالحوار الحضاري بين الأفراد والجماعات، وبين الشعوب والحكومات، وبين المؤسسات والمنظمات. إن المجتمع في عصرنا الحالي يحتاج إلى الحوار الحضاري، المستند إلى العقل منهجا ووسيلة وأداة لتفادي الصدام ونشوب النزاعات بين الأفراد والجماعات.

من أجل هذا كله، ينبغي أن يكون الحوار والتفاعل بين الناس حوارا هادفا مؤثرا، وتفاعلا فاعلا وبانيا. يجب أن يقوما (الحوار والتفاعل) على قاعدة الاحترام المتبادل، بالمعنى الأخلاقي الرفيع، وبالمدلول الحضاري السامي. بهذا يصير الحوار فعلا إنسانيا، وعنصراً مساعداً على استتباب الأمن والسلام والمحبة، واستقرار الحياة الإنسانية وازدهارها ورقيها.

نخلص إذن إلى أن الحاجة إلى الحوار بدت ماسة؛ ذلك أن الفرد إذا سعى إلى إبداء رأيه فإن وسيلته الأولى هي وسيلة الكلمة والحوار. ذلك أن الكلمة رسالة وأمانة، رسالة يجب أن تقال وتؤدى، وأمانة ينبغي أن يراعى فيها كل ما من شأنه أن يفي بوصولها، مما يقتضي من المحاوِر استخدام تعابير جلية واعتماد خصائص متسقة، مع الاستعانة أحيانا بمجموعة من العوامل، خارج لغوية، التي تحوم بالخطاب وتجعله يحقق الكفاية المتوخاة منه.

إلى جانب سلامة التدليل والتبليغ يجب استحضار حال المتلقي وقدراته، حتى يتمكن من فهم مقاصد المتكلم ومقتضيات الخطاب ليعمل به؛ إذ الخطاب في الأصل هو توجه قائل بقول إلى متلق بهدف إفهامه مقصودا محددا. وعلى هذا فمراعاة حال المتلقي من أهم شروط حصول المقصد، وفهم المخاطَبين يتفاوت بتفاوت مراتب الفهم.

علاقة الحوار بالحجاج

يعد الحوار من أهم الألفاظ المستعملة في المجال الحجاجي وأشهرها، خصوصا في العصر الحديث، ذلك أن الحوار، بين العقول والشعوب، من أسباب التفاهم والتواصل والتعايش والتقارب بين التيارات والمدارس الفكرية المختلفة. "فالإسلام يريد للإنسان أن يحصل على القناعة الذاتية المرتكزة على الحجة والبرهان، في إطار الحوار الهادئ العميق، سواء في ذلك قضايا العقيدة، وقضايا الحساب والمسؤولية، فلكل سؤال جواب، ولكل علامة استفهام، تواجه الإنسان في الطريق، علامات في كل منعطف تشير إلى سواء السبيل" [2].

إنه أحد أهم وسائل التواصل مع الآخرين، فهو نمط حياة وأسلوب تفكير. إنه من أفضل الأساليب المؤدية إلى الإقناع وتعديل السلوك نحو الأفضل، لأن الحوار ترويض للنفوس على قبول النقد، واحترام آراء الآخرين. وتكمن أهميته في أنه وسيلة بنائية علاجية تساعد على حل كثير من المشكلات.

وما دام الحوار قرين التواصل[3]، فإننا لا يمكن أن نتحدث عن تواصل دون حجاج. وهذا ما صرح به الأستاذ طه عبد الرحمان في كتابه "الحجاج والتواصل" قائلا: "لا تواصل باللسان من غير حجاج، ولا حجاج بغير تواصل باللسان" [4]. وما دام أن مصطلح الحجاج في تاريخ العلوم الإسلامية "هو عنوان على المحاورة والمناقشة والمناظرة" [5]، فنحن بدورنا نقول إنه لا حوار من غير حجاج ولا حجاج من غير حوار؛ ذلك أن الحجاج هو الحوار الذي يراد به الإبانة والإبلاغ والإقناع، وذلك باستخدام الدلائل العقلية والعلمية واللغوية والفطرية والواقعية.

وإذا كانت كل المركبات الكلامية حجاجية بالقصد أو بالتضمين، فإننا نعتبر الحوار من بين تلك المركبات الكلامية التي تتوفر على شحنة كثيفة من عناصر الحجاج، وذلك في الكثير من المواقف والوضعيات والأحوال. إن الكلام ينجز بأهداف الإقناع والاستمالة والاستدراج والتذعين. فأن تنشئ كلاما معناه أن تسعى إلى التواصل والتفاعل، ومن ثمت إلى التأثير والاستمالة والإقناع بوسائل وطرق تعبيرية مختلفة، وبحجج ومستندات استدلالية يتطلبها المقام ويقتضيها المقال. ولا يخلو خطاب من أدوات وتقنيات ووسائل تدفع المتلقي أو تستدرجه إلى تقبُّل ما ينحاز إليه الخطاب والتسليم به، بحيث يمكن القول إن الحجاج بلاغة معممة.

نخلص مما سبق إلى أن الغاية من الحوار الحجاجي هي إيصالُ المخاطَب إلى قناعات يجهلها، أو ينكرها من خلال الحجة الدامغة، والبرهان المصدّق، والدليل المؤيد. بيد أنّ هذا الهدف لا يمكن تحقيقه بسهولة، ويسر؛ لماذا؟ لأنّ المخاطب يملك استراتيجيات دفاعية تعطّل استقبال القناعات الجديدة التي يتضمنها خطاب الحجاج. لذلك فإنّ الحجاج يستعين بالحوار لتفكيك استراتيجيات المخاطب الدفاعية وتعطيل قواه.

تبقى الغاية المثلى من حجاجية الحوار هي الوصول إلى الحقيقة. ومن الأمثلة الطريفة في تشريع الحوار للاستحواذ على الحقيقة ما جاء في كتاب الأستاذ طه عبد الرحمان "حوارات من أجل المستقبل" . فهو يصرح منذ البداية، "أن الطريق إلى الحق ليس واحدا لا ثاني له وإنما طرقا شتى لا حد لها، لأن الحق نفسه، على خلاف الرأي السائد، ليس ثابتا لا يتغير، بل أصله أن يتغير ويتجدد، وما كان أصله متجددا، فلا بد أن يكون الطريق الموصل إليه متعددا، وحيثما وجد التعدد في الطرق، فثمة حاجة إلى قيام حوار بين المتوسلين بها" [6].

[1] "إن التعايش الثقافي والتساكن الحضاري هما اللذان يمهدان للحوار الذي هو ضرورة من ضرورات العيش، فالحوار بين الثقافات والحضارات، وبين الأفراد والجماعات... هو الوسيلة المثلى لتحقيق التوازن في الحياة الإنسانية". التويجري عبد العزيز، الحوار من أجل التعايش، ص: 6.
[2] محمد حسين فضل الله، الحوار في القرآن: قواعده، أساليبه، معطياته، ص: 32.
[3] ذهب الأستاذ طه عبد الرحمان إلى "أن لفظ 'التواصل' لازال يكتنفه الغموض على الرغم من تداوله ووروده في قطاعات معرفية مختلفة، فجعله يدل على معان ثلاثة متمايزة فيما بينها: أحدها نقل الخبر واصطلح على تسميته بـ"الوصل". والثاني: نقل الخبر مع اعتبار مصدر الخبر الذي هو المتكلم، اصطلح على تسميته بـ"الإيصال". والثالث: نقل الخبر مع اعتبار مصدر الخبر الذي هو المتكلم، ومقصده الذي هو المستمع معا، أطلق على هذا النوع من النقل "الاتصال". (الحجاج والتواصل ، ص: 5).
[4] طه عبد الرحمان، الحجاج والتواصل، سلسلة الدروس الافتتاحية، الدرس العاشر، مطبعة المعارف الجديدة، ص:5.
[5] مهابة محفوظ ميارة، مفهوم الحجاج في القرآن الكريم، دراسة مصطلحية، ص:553.
[6] طه عبد الرحمان، حوارات من أجل المستقبل، ص:93. وانظر دائرة الحوار، ، ص:16.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://waha.forumalgerie.net
 
البعد الحجاجي للحوار:بقلم محمد ديناري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الهوية الجماعية للأمة :بقلم الأستاذ عبد الله المومني
» السردية العربية بين الأصالة والمعاصرة:محمد يوب
» تعرف على نبيك محمد صلى الله عليه وسلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات واحة الأمل للتنمية والإبداع :: واحة التنمية وتطوير الذات :: منتدى التواصل الاجتماعي-
انتقل الى: