عَلاماتُ التَّرْقِيمِ [لَمْحةٌ تاريخِيَّة]
لم تُسْتَعْمَلْ علاماتُ الترقيمِ في الكتابةِ العربيَّةِ إلا في عام 1912؛ فالكتاباتُ العربيَّةُ قبلَ هذا التاريخِ خَلَتْ منها كُلِيًّا.
والذي أدخلَ علاماتِ التَّرقيمِ إلى الكتابةِ العربيَّةِ، هو العلامة المُحَقِّقُ الأديب الكبير أحمد زكي باشا [1867 – 1934]، الذي لُقِّبَ بـ[شيخ العروبة]، وهو أحدُ أعيانِ النهْضَةِ الأدبيَّةِ في مصر، ومِنْ رَادَةِ إحياءِ التراثِ العربيِّ الإسلاميِّ.
... وقد وضَّحَ شيخُ العروبةِ في رسالتِه [التَّرْقِيمُ وعلاماتُهُ في اللغةِ العربيَّةِ] سببَ إدخالِهِ علاماتِ الترقيمِ في الكتابةِ العربيَّةِ، فكان مِنْ بين ما قالَهُ:
"دلَّتِ المشاهدةُ وعزَّزها الاختبارُ على أنَّ السامعَ والقارئَ يكونانِ على الدوامِ في أشدِّ الاحتياجِ إلى نبراتٍ خاصةٍ في الصوت، أو رموزٍ مرقومةٍ في الكتابةِ، يحصلُ بها تسهيلُ الفَهْمِ والإدراكِ، عند سماعِ الكلامِ أو قراءةِ المكتوب..."
وأقرَّتْ وزارةُ المعارفِ العموميَّة المصريَّة [وزارة التربية والتعليم الآن] استخدامَ هذه العلاماتِ في المدارسِ المصريَّة، ثم بعد إنشاءِ مجمعِ اللغةِ العربيَّة عام 1932، ارتضتْ لجنةُ تيسير الكتابةِ ما أقرَّتْهُ وزارة المعارف العموميَّة، وأصدرتْ بيانًا بذلك بعد إضافةِ علاماتٍ جديدةٍ.
ومِنْ خلالِ مجْمَعِ القاهرةِ انتقلتْ علاماتُ الترقيمِ إلى باقي البلادِ العربيَّةِ.
مما راق لي