استراتيجيات التفكير الايجابي
1. استراتيجية تغيير الماضي
" ليس الماضي الا كنزا من المهارات والخبرات والتجارب، بدونها يتخبط الانسان في الظلام
هل من الممكن أن نغير الماضي؟
... هكذا بدأ مذيع إحدى القنوات الفضائية الشهيرة حديثه معي في برنامج كان يذاع على الهواء مباشرة.
قلت: لا نستطيع ان نغير الماضي؛ لأنه مضى، ولكن يمكننا أن نغير وجهة نظرنا في تجارب الماضي، فنتعلم منها، ثم نحدث فيها التغييرات التي نريدها، ونتخيل أنفسنا وكأننا نرجع بالذاكرة للماضي مرة اخرى، وفي نفس التجربة نتصرف فيها كما كنا نريد تماما، وبذلك نكون غيرنا الواقع من تحد الى مهارات وخبرات.
فقال: بهذه السهولة؟
قلت له: دعنا نجرب ذلك معا: تذكر تجربة كانت سلبية في الماضي، وفكر كيف كانت أحاسيسك؟
فقال: فكرت ووجدت التجربة وأحاسيسي كانت ولا زالت سلبية.
فقلت: لو فرضنا أن الزمن رجع بك للوراء، وأخذك مرة أخرى لنفس التجربة، هل سيكون تصرفك كما في المرة الاولى؟
فقال: طبعا لا؛ لانني تعلمت مما حدث، وساكون أفضل، واستعدادي أفضل.
فقلت له: أريدك أن تفكر في المهارات التي اكتسبتها في المرة الاولى.
ففكر وقال: تعلمت كيف أنصت وأقيم الموقف، ولا أحكم بسرعة، وأرد بتأن، وأركز على الحل.
فقلت: الآن تخيل أنك ترجع بذاكرتك للتجربة التي كانت سلبية وتصرف فيها بالمهارات التي تعلمتها منها.
ففعل وقال: أشعر بأنني في تحكم تام بالموقف، وأنني أفضل كثيرا عن المرة الأولى.
فسألته: الآن فكر في التجربة التي كانت سلبية وقل لي: ما هو أول شيء خطر على بالك، وما هي الأحاسيس التي تشعر بها؟
ففكر وقال: أول شيء خطر على بالي هو أنني في تحكم تام، وإحساسي هادئ ومتزن تماما.
فقلت له: أنت الآن استخدمت استراتيجية تغيير الماضي التي ساعدتك على أن تغير وجهة نظرك فيما حدث، فتخلصت من الاحاسيس السلبية، واحتفظت بالمهارات، وبذلك لم تصبح التجربة تحديا، بل أصبحت قدرات..."
استراتيجيات التفكير. د.ابراهيم الفقي. ط1 دار الراية للنشر والوزيع ص 14-15 - بتصرف-