مرثية الشفق الأخير
ما بال حروفي اليوم تخونني
تضاجع المدينة القديمة؟
في وضح النهار
تفضح سرها
تعري خجلها
والفجر هناك
يقف
ينتظر
بغداد تنازع الحياة
في حضن الطغاة
تتناسل بالمر
تعانق الجمر
تغيب في عينيها المساءات الجميلة
حيث أنين البحارة
يجرون الشباك المثقلة
بالهم واليأس
يعزفون أنشودة بابلية
في صوتهم غصة....
وعلى الرصيف المجاور
النساء يوزعن الرغيف
المدهون بالدمع
يراقبن
السفن ترسو على الضفة الاخرى
ينتظرن ساعة البدء
حيث يغزو الدخان الارض
يهيئن القبور
كم يكفي من ابي الهول
لتنتهي الأساطير والحكايات
الموشومة بالذل؟
لينبث الزهر في مدينة العشق ؟
كم يطول هذا الشتاء ليعود الربيع بلون الفرح؟
وتشرق شمس العيد
تطل من النافذة على الاجساد المنهوكة
يخفق القلب
يغرد البلبل
تحلو الحياة [/size]