أما عن مهارات اللغة العربية فتتلخص في :
مهارة الاستماع
ومهارة الكلام
ومهارة القراءة
ومهارة الكتابة
ويعتبر عنصر الاستماع : فنا من فنون اللغة العربية ومهارة مهمة من مهارات الاتصال التي يشيع استخدامها في معظم مواقف الحياة اليومية فالناس يتحدثون ليستمع إليهم
وهذا الفن ضروري لكل أديب لبناء منهجه وتجويد إبداعاته ، ولو رجعنا لعظماء الأدب العربي قديما لعرفنا أن أسواق الأدب في عكاظ وذي المجنة وغيرها كانت مصدر إنتاجهم الأدبي
وسماع التعليقات النقدية عليها
ثم بعد اختراع الكتابة بدأالعصر الثاني للغة وزادت أهمية الرموز المرئية على الرموز المسموعة للكلام ، وأخذ الإنسان يسجل على الحجارة وقطع الصلصال وأوراق البردي قوانينه وتاريخه وكتبه المقدسة وأقوال الأنبياء والحكماء والأبطال
وبعد أن اختُرِعَتْ الطباعة في القرن الخامس عشر الميلادي صارت الكلمة المكتوبة أ{خص وأسهل وانتشر الاهتمام بالقدرة على القراءة
وصار الاعتماد على الكلمة المكتوبة أكثر من الاعتماد على الكلمة المتفوهة لأن الكتابة قيد ووثيقة
وعلى كل فمهارة الاستماع هي المهارة الأولى والفن الأول للغة مع أنه لايلق العناية التامة في مناهجنا التعليمية رغم ضرورته
كما ينبغي للفرد متابعة المتكلم مع مصاحبة ذلك بتحقيق المعنى بالمراجعة الفكرية حتى يتم التواصل بين مهارة المتحدث والمستمع
وتأتي المهارة الثانية : وهي مهارة الكلام أو الحديث كفن من فنون اللغة
يقول اللغويون ( الكلام هو اللغة ) ولا تسبق إلا بمهارة الاستماع ، ولذا فهو نتيجة للاستماع وانعكاس له ، ويتحدد بمدى قدرة الأديب على جمع الثروة اللغوية من مفردات ورموز اللغة للمعاني والمتحدث الجيد هو من يعرف ميول مستمعيه وحاجاتهم ، ويقدم مادة حديثه بالشكل المناسب لميولهم وحاجاتهم ، والحديث قد يأخذ شكل المناقشة بالأخذ والعطاء في تبادل بين طرفين بحيث يدركالمتحدث مدى قدرته على تنظيم محتوى وأفكار الموضوع الذي يتحدث فيه في احترام للمستمع في أساليبه وتعبيراته
والمهارة الثالثة : مهارة القراءة عند الأديب
فن القراءة في اللغة العربية عمل عقلي يشمل تفسير الرموز والحروف والكلمات والضبط عن طريق العين مع فهم المعاني للربط بين الخبرة الشخصية والمواقف السابقة لتعلم اللغة والمعانيالمقروءة من خلال عمليتين :
الاستجابة الفسيولوجية لما هو مكتوب وهذا ما يسمى بالشكل الميكانيكي
ثم العملية العقلية التي يتم خلالها تفسير المعنى ( التفكير والاستنتاج) ولهذه المهارة اللغوية دور كبير في بناء الأديب والمبدع والمثقف وزيادة الثروة اللغوية والفهم من خلال تنمية موهبة الرغبة في الاطلاع وقراءة الكتب ، وزيادة سرعة القراءة بحركة العين مع إدراك المعنى فيما يسمى بالقراءة الصامتة وكان هذا الاتجاه الذي ظهر في الثلاثينيات نقدا للمرسة التي اهتمت بالقراءة الجهرية فقط
والقراءة كمهارة تشكل وظيفة مفتاح الحياة ومن الإشارات الدالة عليها الأمر الإلهي في القرآن الكريم ( اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ وربك الأكرم الذي علنم بالقلنم علم اإسنان ما لم يعلم )
فمنها تأتيجميع الخيرات
ولقد سئل الرئيس الأمريكي روزفلت: من هم الأحرار ؟
فأجاب قائلا : هم الذين يقرأون ويكتبون .
وقال الجاحظ في كتابه البيان والتبيين الكتاب وعاء مُليء علما وظرف حُشِيَ ظُرفا وناطق ينطق عن الموتى ويترجم عن الأحياء ) وقال المتنبي :
أعز مكان في الدنا سرجٌ= وخير جليس في الزمان كتاب
وقال أمير الشعراء أحمد شوقي:
أنا من بدل بالصحب الكتابا= لم أجد لي وافيا إلا الكتابا
ويقول المفكر العربي الأستاذ محمود عباس العقاد لست أهوى القراءة لأكتب ولا أهوى القراءة لأزداد عمرا في تقدير الحساب وإنما أهوى القراءة لأن عندي حياة واحدة في هذه الدنيا وحياة واحدة لا تكفيني ... والقراءة وحدها هي التي تنعطيني أكثر من حياة ) المهارة الرابعة : مهارة الكتابة :
وتربى بمعرفة رسم الكلمات والحروف رسما صحيحا بفن الخط العربي وتجويده بالتدريب على استخدام الكتابة برموز اللغة المعروفة والمفهومة والقريبة إلى العصر والبيئة والمتلقي ، ونعني بها هنا ( الكتابة الأدبية ) فكلمة ( أدب) في اللغة العربية مأخوذة من أدب العقل والخلق إذا هذبهما وثقفهما وهومن الفنون الرفيعة التي تصاغ فيها المعاني في قوالب لغوية بديعة وفيها من المتعة والجمال ما يسحر النفوس بموهبة الكاتب والأديب ، وقوة بيانه ووضوح أفكاره وروعة مشاعره ، وتربية وجدانه بما يترك للمتذوق الإحساس بأن ما يكتبه هو يرغب في التعبير عنه بصدق ، ولكنه يعجز عن مجاراته في استخدام اللغة بنفس الأسلوب المبتكر في الفكرة وفي اللفظ وفي التركيب وفي العمق وفي قوة الإيحاء
ومن الإشارات الدالة على أهمية الكتابة في التراث الإسلامي ما جاء في القرآن الكريم في أكثر من آية من آياته البليغة مثل :
( نون والقلم وما يسطرون ) و( إذا تداينتم بدين إلى أجل مسمى فاكتبوه وليكتب بينكم شاهد بالعدل ...)
مما راق لي.